Search This Blog

Friday, December 21, 2007

أيام الغزو العراقي الغاشم... لا تُنسى

نمر اليوم بالذكرى السابعة عشرة لاحتلال العراق دولتنا الحبيبة، أيام عشناها بكل ما فيها من حزن وهم وقهر، كانت الكويت تعمها الفوضى والحياة شبه مستحيلة، فقد حوّل جنود المقبور الطاغية صدام الكويت إلى دمار وخراب وشردوا بعض أهلها، فمن عاش أيام الاحتلال العراقي في الكويت شاهد بعينيه الدمار الذي حل ببلدنا وعاش بين الحياة والموت، فقد اجتاح الكويت أكثر من نصف مليون جندي عراقي واحتلوها وكانت عناية الله سبحانه قد أنقذت القيادة الكويتية، فتمكن صاحب سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح والأمير الوالد أطال الله في عمره الشيخ سعد العبدالله الصباح من مغادرة البلاد، واستشهد الشيخ فهد الأحمد الصباح رحمه الله تعالى وطيب ثراه، ذلك الشيخ الذي نال الإعجاب من الجميع، فهو يتصف بالشجاعة والكرم ويعتبر قدوة حسنة للجميع، كما استشهد الكثيرون من الأبطال من قوات الجيش الكويتي والحرس الوطني ووزارة الداخلية، ولا يمكن أن نغفل دورهم البطولي دفاعاً عن الكويت وأراضيها.

كانت أيام الاحتلال العراقي لدولتنا الحبيبة أياماً تفرق فيها الكويتيون في كل بقاع الأرض، ولكن قلوبهم اتفقت واجتمعت على حب الوطن والتضحية من أجله كل في مجاله ومكانه، فالمقاومة الكويتية لا يمكن أن ينكر أحد دورها. ولعل الدور البطولي الذي قامت به مجموعة القرين خير دليل على التضحية، فقد شاهدت ثلاثة منهم في مستشفى العدان يتلقون العلاج من جراء بعض الجروح، ولا يمكن أن نغفل عن دور أي شخص كويتي تعرض إلى التعذيب أو القتل أو التشريد أو الأسر، فقد كان الكويتيون يساعدون بعضهم وينتظرون متى تتحرر الكويت ويعود الأمن والآمان.

لا شك أن أيام الاحتلال مليئة بالأحداث السيئة للكويت وشعبها، فقد تغيرت ملامح البلد، وأصبحت تعمها الفوضى، وأصبحت دولة تقع تحت الحكم العسكري ودولة لايعرف بها إلا الظلم والاستبداد، فعانى الكويتيون الصامدون أولاً من قوات الاحتلال، وثانياً من أناس عاشوا بينهم قبل الغزو وتحولوا إلى اعداء وقت الاحتلال. ولا شك أن ألم الذكريات لا يجعلني قادراً على التعبير بشكل جيد، فقد يعجز القلم والعقل عن نقل الصورة التي عاشتها الكويت في زمن الاحتلال، فالدمار والخراب والخيانة والقتل والتشريد أكبر الصدمات التي تعرضنا إليها جميعاً. ولكن يبقى التكاتف والتلاحم والوحدة الوطنية بلسماً للجراح التي نزفت في أيام الاحتلال، فلا يمكن ان ننسى الدور التاريخي لمن وقف بجانب الحق الكويتي حتى التحرير من براثن المعتدي، ونشكر ونقدر المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ومصر وسورية ولبنان وكل من ساند الحق الكويتي. ولا ننسى الدور الكبير للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وجميع دول العالم التي وقفت مع الحق الكويتي حتى تم النصر والتحرير وعادت الكويت إلى أهلها وانتهى الظلم والاستبداد.

ندعو الله عز وجل أن يرحم شهداءنا الأبرار وأسرانا، وأن يديم نعمة الأمن والآمان على دولتنا الحبيبة، وأن يجعلنا متكاتفين كأيام الغزو العراقي الغاشم، فنحن في هذه الأيام بحاجة شديدة إلى التكاتف والتلاحم ونبذ الخلافات والتسامي على الجراح من أجل أن يستمر العطاء، ونعيد كويتنا الحبيبة إلى صورتها الجميلة لتكون عروساً للخليج، كم نتمنى ذلك ولا بد أن يتحقق.

نقطة نظام: لا شك أن دور العاملين في وزارة الكهرباء والماء إبان فترة الغزو كان كبيراً وتضحياتهم واضحة، فكل الشكر والتقدير لهم، وأخص منهم زملائي وإخواني العاملين في محطة الزور الجنوبية لتوليد القوى الكهربائية وتقطير المياه، فقد عشنا أيام الاحتلال كأسرة واحدة متكاتفين ومتعاونين في سبيل توفير الطاقة الكهربائية والمائية للصامدين في الكويت.

وليت الذاكرة تسعفني لكي أذكر أسماءهم جميعاً، ولكن للأسف الشديد أخشى أن أغفل عن ذكر أحدهم فأقع في حرج شديد، فلذلك لن أذكر الأسماء وسأكتفي بتوجيه الشكر والتقدير والمحبة والسلام للجميع.

No comments:

Blog Archive