Search This Blog

Friday, December 21, 2007

فساد التعليم... والأخطاء الإملائية

لا يختلف اثنان على أن مستوى التعليم بدأ في الانحدار منذ أعوام عدة، فلو تتبعنا الأسباب لوجدناها كثيرة ومتشعبة، فكما هو معروف أن العملية التعليمية تعتمد على ثلاثة مرتكزات وهي المعلم والإدارة التعليمية والمنهج الدراسي. ولا بد أن تكون متعاونة ومتكاتفة للوصول إلى الأهداف المرجوة من العملية التعليمية. فلو وقفنا عند المعلم فهو مطالب بمهارات عدة يجب أن يتقنها ويوصلها بشكل مميز إلى الطلبة، فالمعلم يجب عليه أن يتبع بعضاً من القواعد العامة، لكي يستطيع القيام بعملية التدريس، ومنها إثارة دافعية الطلبة لعملية التعلم من خلال التهيئة الحافزة، وإعلام الطلبة بالأهداف المراد تحقيقها في الدرس وتوضيحها، ويجب أن يراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وأن يوظف الأسئلة بطريقة مناسبة تشجع الطلبة على طرحها والإجابة عنها واستخدام ما يسمى بـ «وقت الانتظار» الذي يتيح للطلبة فرصة التفكير في السؤال. كما عليه أن يستعمل أساليب متنوعة للتدريس تتناسب والمهمات التعليمية المراد تنفيذها، وأن يستعين بما يلزم من الوسائل التعليمية المناسبة لتوضيح الأفكار المراد للطلبة تعلمها، وأن يقدم تغذية راجعة إيجابية وبطريقة مناسبة للطلبة تشجعهم على الاستمرار في الدراس. فهذه بعض الخطوات التدريسية التي يتبعها المعلم لتحقيق هدف معين. للأسف الشديد فإن البعض من المعلمين والمعلمات لا يتبعونها وقد لا يعرفونها، فنحن لا نتحدث عن كل المعلمين، فهناك معلمون أكفاء ويعملون بكل ذمة وضمير.
المعلم أصبح ضائعاً بين ضغط العمل الدراسي وزيادة نصاب الحصص الدراسية، وبين أولياء الأمور الذين يتركون أبناءهم من دون متابعة، ومن ثم يضعون اللوم عليه، وهو يعاني أيضاً من منهج تربوي سيئ وغير ثابت، ويعاني من إدارة مركزية بحتة تتمثل في بعض مديري المدارس الذين يثقلون كاهل المعلم، وقد يكلفونه بأعباء إضافية ليست من إختصاصه. المشكلة في تدني مستوى التعليم تكمن في الفساد التربوي، وهو صناعة إدارية بحتة، فدخول المعلمين الأجانب من بعض الدول العربية أثر كثيراً في التعليم وجعل الفساد يتفشى فيه وينتشر كالسرطان، فأصبحت الدروس الخصوصية إحدى الضروريات لمواصلة الدراسة بسبب ضعف، أو لنقل، عدم جدية بعض المعلمين في التدريس وعدم الاهتمام بإيصال المعلومة. ولا شك أن تدني مستوى التعليم أضر بمستويات مخرجاته، فأصبحت ضعيفة جداً وغير قادرة على مواصلة تعليمها الجامعي، فوجدنا كثيراً من خريجي الثانوية العامة يتجهون إلى سوق العمل ويتركون الدراسة بسبب الفجوة الكبيرة بين المناهج التعليمية في المدرسة والجامعة. ولا نغفل دور الأسرة التي أهملت أولادها، ولم تتابع تحصيلهم العلمي، وهناك أمر في غاية الخطورة يجب أن نشير إليه، وهو دخول التجارة في التدريس. فالمدارس الخاصة مساهمة بشكل فعلي في فساد التعليم بسبب اعتمادها على معلمين غير أكفاء واستغنائها عن الكفاءات بسبب رواتبهم العالية، فما يهمها إلا الربح المادي ولا شيء غيره. بقي أن نذكر أن هذا الفساد جعلنا نرى العجب من مخرجات التعليم، وإليكم بعض النماذج في مجال اللغة العربية وبالتحديد في الإملاء، أحدهم كتب «الموظوع»، والصحيح «الموضوع»، والآخر كتب «بالظبط»، والصحيح «بالضبط»، وإحداهن كتبت «ظروري»، والصحيح «ضروري»، وأخرى كتبت «لاكن»، والصحيح «لكن». هذه للأسف الشديد بعض النماذج التي أخرجها لنا التعليم في بلدنا، وهي على سبيل المثال، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في أن هؤلاء الطلبة الذين كتبوا هذه الأخطاء هم طلبة جامعيون ومتخصصون في التربية، وبعضهم متخصص في اللغة العربية!

No comments:

Blog Archive