Search This Blog

Friday, December 21, 2007

وزارة الإعلام والليبرالية

قالت العرب قديما: إن آخر العلاج الكي، ويبدو أن هذا ما يستحقه الاعلام الكويتي الذي اصبح عجوزا بائسا غير قادر على مواكبة الفضائيات وغير قادر على ادارة نفسه لعدة اسباب، لعل اولها البيروقراطية القاتلة التي تسيّر الاعلام في الوقت الحالي، فعلى الرغم من محاولات الوزير النشط التطوير واللحاق بركب القنوات الفضائية الا ان الظروف الحالية لا تبشر بالخير، فالحرية مطلوبة للاعلام من خلال رفع الوصاية الحكومية التي تخنقه وتجعله غير قادر على القيام بالدور المطلوب منه، ونحن هنا لا نقصد التلفزيون بل ان هناك عدة مجالات للاعلام مثل وكالة الانباء الكويتية (كونا) التي تبث الخبر بعد ان يعلم عنه الجميع، فمثلا خبر تشكيل الحكومة الكويتية، اطلعنا عليه من خلال مواقع اخبارية بسيطة ليس لها ربع ميزانية تلك الوكالة البائسة.
فكلنا أمل في أن يكون الوزير الدكتور انس الرشيد هو آخر وزير للاعلام وان نواكب التطور من خلال انشاء هيئة مستقلة للاعلام، تكون قادرة على اداء مهماتها الكبيرة وتكون اكثر ديموقراطية من تلفزيوننا الذي طغت عليه الحزبية خاصة في البرامج السياسية التي اصبح القائمون عليها يطبقون سياساتهم الحزبية في جهاز حكومي، فمن يشاهد برنامجي ستة على ستة وشبكة التلفزيون وغيرهما يجزم بصدق كلامي، ولعلنا نلاحظ أن اغلب البرامج السياسية في الفضائية الكويتية لا تتغير وجوه المشاركين فيها سواء اعضاء مجلس الامة أو المحللون السياسيون، وكأنه لا يوجد في البلد غير هؤلاء، وهذا التوجه ادخل الفضائية الكويتية في منحنى خطير وجعل المشاهد يتمنى ان يرى على سبيل المثال احد اعضاء الكتلة الشعبية الذين يحاربهم الاعلام بشكل علني وواضح للجميع من خلال عواجيز الاعلام الذين لا يستضيفون الا اصدقاءهم، وحسنا فعل رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، عندما أبعد هؤلاء المتنفذين عن التشكيل الحكومي، فالكل يعرف من هم هؤلاء الليبراليون الذين رفضهم الشعب الكويتي من خلال صناديق الاقتراع، فهم ذوو افق ضيق ومصلحة خاصة ولا تهمهم مصلحة الشعب، وهمهم الأول والأخير المنصب الحكومي والتجارة ومخالفة الدستور بالجمع بينهما، والتشدق بالوطنية التي هم بعيدون عنها، فلله الحمد والمنة بعد ان كشفهم الشعب استطاعت الحكومة ان توجه إليهم الضربة القاضية التي قصمت ظهرهم، والآن اصبحوا بلا مناصب وغدا ان شاء الله بلا تجارة، لكي يعرفوا بأن الله قادر على كل شيء.



تاريخ النشر: الجمعة 17/3/2006

No comments:

Blog Archive