Search This Blog

Saturday, November 15, 2008

هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟

خطت الحكومة خطوة جيدة نحو مزيد من الشفافية والمصداقية، وذلك بتحويل مشروع المصفاة الرابعة إلى ديوان المحاسبة، فبعد شد وجذب بين بعض نواب الأمة ووزير النفط. وبعد تصريحات غريبة من قبل البعض الذي لم يقتــنع بردود الوزير التي نراها منطقية وشفافة تحوّل المشروع إلى ديوان المحاسبة، وبدأت الأمور تسير نحو التـــهدئة في الوقـــت الحالي على الأقل. ولكن يــبدو أن خطوات الحكومة والشـــفافية التي اتبعتها في هذا المشـــروع أثارت نواب «التكتل الشعبي» الذي بدا يفـــقد بعض مصـــداقيته، وإن كنا لا نتـــمـــنى ذلك، ولكن الواقع لا نـــستطيع تغـــيـــيره، فقـــبل أيام عدة كان بعضـــ منهم يتحـــدى بتحـــويل المشـــروع، والآن يصدرون بيـــاناً يصـــفون هذا التحـــويل بأنه إجراء قاصر، ونحن نستغرب ماذا يريدون أن تفعل الحكومة تجاه هذا الملف، هل تعرضه على مجلس «الأوبــك» مــثلاً؟
فما يفعله نواب «التكتل الشعبي» لا يمسي سوى تعطيل ومحاولات تأزيم، هذا كله بسبب انحسار الأضواء عنهم، ونحن في ذلك نقول الحقيقة ولا شيء سواها، فكثيراً ما كتبنا عن نجاحات «التكتل الشعبي»، وبكل صراحة لن نفرح عندما يخفق في بعض بياناته. ولكن ما يجب حالياً أن يعيد «الشعبي» ترتيب أوراقه لكي يعود كما كان قائداً ومدافعاً عن القضايا الوطنية والشعبية، ولا نتمنى أن يدور في حلقة مفرغة وحرب تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، لأن ما يحدث لن يكون خاسراً منه سوى «الشعبي» ولا أحد غيره، فكان من الأجدر أن يبارك خطوة الحكومة في تحويل المشروع لديوان المحاسبة وينهي الجدل القائم، فهناك قضايا عدة كانت تستحق وقت وجهد نواب «التكتل الشعبي» ونواب الأمة كافة. ولعل أولها قضية ارتفاع الأسعار، والتي تمس المواطن البسيط بالدرجة الأولى. وما الحديث عن مشروع المصفاة الرابعة من قبل نواب السلف سوى تغطية على إخفاقات وزير التجارة في محاربة زيادة الأسعار، ومحاولات لتغطية فضيحة زيادة دعم بعض المواد الغذائية، والتي لم تتجاوز دينارين لكل مواطن، فنحن نتمنى أن يكون التركيز من قبل أعضاء الأمة، خصوصاً «الشعـــبي» على قضايا ذات أهمية شعـــبية وتمرير مزيد من المشاريع التنموية التي ستفيد البلد، ونتمنى أن نزيح الخلافات جانباً، وألا ندخل في صراعات سياسية يتضرر منها المواطن والبلد، ولا نتمنى أن يفقد «التكتل الشعبي» مصداقيته، فأعضاؤه يعرفون كيف يعدلون المسار إن أرادوا، لأنهم يمتلكون الخبرة ويمتلكون أدوات اللعبة السياسية، والتي نتمنى أن يديروها بشكل جيد.

29/8/2008

No comments:

Blog Archive