Search This Blog

Saturday, November 15, 2008

الخميس الأسود ... دروس وعبر

لا يمكن أن ننسى ذلك الخميس الأسود، ففي الثاني من أغسطس لعام 1990 احتلت القوات العراقية دولة الكويت، وجميعنا يعرف ماذا حصل أثناء الغزو وكيف كانت الحياة سوداوية بالنسبة للكويتيين، فكنا نعيش في دولتنا غرباء، فملامح الدولة قد تغيرت وتبدلت الأحوال من سكون وحياة مطمئنة إلى فوضى وخوف وهلع، وهذه الأيام لا يمكن أن تمحى من ذاكرة أهل الكويت، خصوصاً من كان متواجداً على أرضها في فترة الغزو الغاشم.
كان أهل الكويت متكاتفين، همهم مشترك، ومصيرهم واحد، فرغم الألم والحسرة على ضياع الدولة وتحول الحلم الجميل إلى كابوس شبه يومي، نهضوا ولم يستسلموا للواقع المرير، فكان الشباب متكاتفين، وشكل بعض منهم خلايا مقاومة، وبعضهم الآخر انبرى في خدمة الشعب وعمل في كل مجال من أجل أهل الكويت، وتلك المرحلة يعرف تفاصيلها الجميع.
ما سنتطرق له بعض من خصال وشيم وتقاليد أهل الكويت كانت موجودة في وقت الشدائد، فكان التكاتف والتلاحم صفة للكويتيين وكانت الوحدة الوطنية واضحة، والالتفاف حول القيادة الشرعية والتمسك بها سمة جميع أهل الكويت في الداخل والخارج، فلم يجد النظام العراقي البائد كويتياً واحداً خائناً لبلده، ولم يتعاون أحد مع القوات العراقية، وكان هذا الإصرار على التمسك بالقيادة الشرعية ورفض الاحتلال أحد أهم الأسباب لدحره وخروجه من الكويت يجر أذيال الهزيمة. تلك المرحلة وإن كانت تحمل الكثير من الذكريات الأليمة، إلا أنها كانت جميلة لما تحمله من صفات افتقدناها في أيامنا هذه، فأين ذهبت قوة وحدتنا الوطنية، وكيف أصبحنا نفرق بين بعضنا، ولماذا أطلقنا على أنفسنا هذه التسميات التي فرقتنا وصنفتنا؟ فأصبح البعض يسلب حق المواطن الكويتي ولا يحترمه لمجرد أنه ينتمي إلى قبيلة أو إلى طائفة معينة وإلى عائلة، فأين التكاتف والتلاحم الذي كان أيام الغزو العراقي الغاشم؟ أين الالتفاف على القيادة السياسية واحترام الحكومة التي تمثل الشرعية؟ لماذا الاختلاف والتراشق وتلفيق التهم؟ أين التكاتف والتلاحم من أجل بناء الوطن والعمل على تطويره؟
لقد تلاشت تلك القيم، وذهب التكاتف ليحل محله الخلاف وتبادل الاتهامات، وذهبت الوحدة الوطنية لتحل محلها التفرقة الطائفية والقبلية والحزبية.
نتمنى أن نستخلص الدروس والعبر من تلك الأيام، وأن نستعيد مع الذكريات القيم الأخلاقية التي افتقدناها، وتكاتفنا وتلاحمنا ووحدتنا الوطنية، فنحن في أمسّ الحاجة لها خصوصاً في هذه الأيام.

2/8/2008

No comments:

Blog Archive