من المتوقع أن تقدم الحكومة خطتها الخمسية أو برنامج عملها، حسب الاتفاق مع مجلس الأمة في دور الانعقاد المقبل، وقد ألمح بعض وزراء الاختصاص إلى أن البرنامج سيتضمن تنفيذاً لخطط تنموية وإنشائية وبنية تحتية، بالإضافة الى مشاريع اقتصادية وحلول للمشاكل العالقة، فالحكومة بهذا البرنامج تعتبر جادة في اتجاه العمل على تحسين الاقتصاد والمضي قدماً نحو جعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً، وإن كان البعض يرى أن هذه الخطوة تكاد تكون مستحيلة في ظل الروتين القاتل وبعض المشاكل العالقة، والتي لن تستطيع الحكومة حلها إذا لم تصر على القرار وتنفذه بكل قوة ومن دون أي مجاملة لمجلس الأمة.
ما يجعلنا متفائلين بأن المرحلة المقبلة ستكون أفضل من سابقتها أن الحكومة ستحاول جاهدة أن تنافس مجلس الأمة وأعضاءه بالقرارات الشعبية، وستحاول أن تؤكد على أنه عامل تأزيم وغير متعاون معها. هذا الاتجاه بدأ يتضح في الوقت الحالي من خلال قضايا عدة، منها القضية الصحية، والتي نجد وزيرها ومسؤوليها مجتهدون في إيجاد حلول لها، فبعد توقيع وزير الصحة علي البراك اتفاقية مع رئيس الهيئة الكندية للاعتراف، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في الكويت وتعزيز الثقة لدى المواطن والمقيم بمستوى الخدمات الصحية، جاء أحد أعضاء مجلس الأمة لينتقد هذه الخطوة وأن مستشفيات الكويت غير مهيأة لهذه الخطوة.
من ناحية أخرى، نجد أن قضية ترسية مشروع المصفاة الرابعة الذي يعتبر مشروعاً تنموياً يهم البلد ويصب في خانة زيادة الدخل المالي للدولة يمثل قمة التخبط والتعطيل من أعضاء مجلس الأمة، فالاقتناع الذي صاحب أعضاء لجنة العرائض والشكاوى عند شرح الوزير لهذا المشروع التنموي تحول إلى تشكيك في النوايا بتحويل هذا المشروع التنموي الكبير إلى ديوان المحاسبة، وهذا يعتبر قمة التعطيل، فإذا كانت اللجنة قد اقتنعت بوجة نظر وزير النفط، فلماذا هذا التحويل وماذا يُسمى سوى التعطيل والتأزيم؟
لا شك أن الحكومة ستأتي ببرنامجها، والذي نعتقد أنه سيكون مقنعاً بدرجة كبيرة، ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في كيفية تنفيذه، لأن هناك فريقين لا يريدان لهذا البرنامج أن ينفذ، من دون أن تكون لهما بصمة واضحة ونصيب كبير منه، فمجلس الأمة لا يريد للحكومة أن تسحب البساط الشعبي من تحت أقدامه، وأعضاؤه يريدون أن يستفيد بعضهم مادياً والآخر إعلامياً، وهناك الفريق الآخر، وهم المتنفذون الذين لا يريدون أن تتقدم البلد ولا تحل مشاكلها، لأنهم يعيشون في هذا الجو الذي تسيره العشوائية واللاقرار واللاتنمية، فنحن نتمنى أن تفوت الحكومة هذه الفرص على من يريد أن يجعلنا لا نتقدم اقتصادياً وتنموياً، ولا نحاول أن نحل مشاكلنا التي أصبحت أحد همومنا اليومية.
23/7/2008
Saturday, November 15, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog Archive
-
▼
2008
(49)
-
▼
November
(35)
- خطوط حمراء ... ودعوة لسحب الاستجواب
- برنامج عمل وأمل للحكومة
- تنظيم الدواوين مشروع يستحق السقوط
- أين التخطيط يا بلد؟
- لابد أن يكون الفساد موقتاً
- انتخابات اللجان... وتكتيك الحكومة!
- الازدحام المروري... أين الحلول؟
- يوم المعلم وهمومه
- المصفاة الرابعة... حقائق وأرقام
- البلدية وإعلانات الشوارع
- الخرافي... حكيم المجلس
- كلمات صاحب السمو ... بلسم يشفي الجراح
- تعزيز الوحدة الوطنية
- خصخصة على الطريقة الحكومية
- هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟
- «الشعبي» والإسلامي والوزير العليم
- هل تستطيع الحكومة محاربتهم؟
- لماذا هذه الاتهامات؟
- الخميس الأسود ... دروس وعبر
- شركات وهميّة وتجار إقامات
- نعم يجب إيقاف هذا العبث
- برنامج عمل الحكومة
- حل جذري لمشكلة البدون
- الأزمة السكنية ومشروعا هدية والظهر
- أرقام ولا في الأحلام
- الحملة الوطنية للتبرع بالدم... «قلوب طيبة»
- لجنة الظواهر السلبية... أمنية تحققت
- مازال للأمل بقية!
- ذوو الاحتياجات الخاصة يا وزير الشؤون
- التعاون والعمل بروح الفريق الواحد
- إياك واليأس من حكومتك
- رسالة شعبية نحو حكومة قوية
- رحمك الله يا بطل التحرير
- من أجل الوطن... اختيارنا للأفضل
- قافلة التكتل الشعبي
-
▼
November
(35)
No comments:
Post a Comment