مناقشة الحالة المالية للدولة، والتي جرت في الجلسة السرية لمجلس الأمة، لا نتمنى أن تنتهي سريعاً، ويتم التصديق على هذه الميزانية المهولة. فما طُرح من أرقام يجب على أعضاء الأمة الوقوف عليها وتحليلها بشكل واقعي. ومن حق الشعب الكويتي أن يعرف ما هي خطط صرف هذه الميزانية التي لم نرَ منها شيئاً على أرض الواقع، فرغم أنني غير متخصص في الشؤون المالية والمحاسبية لا من قريب ولا بعيد، لفتت نظري هذه المصروفات والخسائر غير المنطقية، والتي من الممكن الاستغناء عنها، كالصرف على المباني المؤجرة، والتي تحوم في شأنها شبهة تنفيع مبطن لأناس معينين، فلو أنشأت الحكومة مباني لهذه المؤسسات والشركات الحكومية لوفرت الكثير، ولكن ربما سياسية الدولة قد اعتادت على هذه الطريقة التي تستنزف الأموال الحكومية، وتجعل بعض المؤسسات الحكومية تعيش على الإيجار أسوة بالمواطن البسيط الذي ضاع عمره في إيجارات الشقق والمنازل، وهو ينتظر بيت الحلم الحكومي الذي في ما يبدو أنه سيطول انتظاره.
اللافت في هذه الميزانية أنها تتضمن أرقاماً كبيرة جداً، وقد نعذر الحكومة في هذه الأرقام لأن أمامها الكثير من الإنجاز، فهي مقبلة على تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، فقد وفرت متطلبات المرحلة المقبلة كلها، وهيأت الأجواء نحو التحوّل الكبير لتكون مركزاً عالمياً، فهي قد استطاعت أن تغيّر التركيبة السكانية للدولة وجعلت الكويتيين قلة في بلدهم، وفتحت البلد للعمالة الهامشية، والتي تختص في السرقات والرشاوى والدعارة والجرائم، وجلبت أفضل الأيدي العاملة التي لا تجيد حتى القراءة والكتابة من الدول العربية لستستغل خبرتهم نحو تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، واستطاعت حكومتنا الرشيدة بفضل نصائح الاستشاريين أن تعطل جيلاً كاملاً من الشباب الكويتي، وأن تهمشه لكي يستقر العواجيز على كراسيهم، ولكي تستمر المعركة بين القديم والحديث وبين الورقة والقلم والتنكولوجيا والإنترنت. وقد استطاعت الحكومة أن تحل جميع مشاكلنا الصحية، فلله الحمد أصبحت لدينا الكثير من المستشفيات الحكومية المتخصصة، والتي تضاهي مستشفيات أميركا وألمانيا، وهناك اقتراح بإلغاء لجنة العلاج في الخارج لعدم الحاجة إليها. ومن فضل الله تعالى أن الحكومة بدأت بالفعل في بناء مناطق للعزاب وستكون المناطق السكنية مخصصة للعائلات فقط. ولا ننسى أن الحكومة في طريقها إلى حل مشكلة المرور خلال عام واحد فقط، وخصصت مبلغاً لهذه المشكلة المرورية سيتم من خلاله ببناء الجسور والإنفاق. وحتماً لم تنسَ حكومتنا الرشيدة مشكلة الكهرباء والماء، وسوف تحول الكويت إلى بئية صالحة للمعاق وستحل مشاكله كلها، فالحكومة بالفعل تحتاج إلى هذه الميزانية الكبيرة، لأن إنجازاتها جميعنا شاهدها على أرض الواقع، فنحن نتمنى ألا نظلمها ونتجنى عليها، لأنها تعمل وفقاً للمصلحة العامة للبلد.
نقطة نظام: نتمنى الشفاء العاجل للنائب الفاضل أحمد السعدون، وان يعود شامخا كما عودنا دائما وأبدا، فهو بالفعل «رمح لا ينكسر» مع حفظ الحقوق للزملاء المحررين في جريدة «الراي».
23/6/2008
Saturday, November 15, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog Archive
-
▼
2008
(49)
-
▼
November
(35)
- خطوط حمراء ... ودعوة لسحب الاستجواب
- برنامج عمل وأمل للحكومة
- تنظيم الدواوين مشروع يستحق السقوط
- أين التخطيط يا بلد؟
- لابد أن يكون الفساد موقتاً
- انتخابات اللجان... وتكتيك الحكومة!
- الازدحام المروري... أين الحلول؟
- يوم المعلم وهمومه
- المصفاة الرابعة... حقائق وأرقام
- البلدية وإعلانات الشوارع
- الخرافي... حكيم المجلس
- كلمات صاحب السمو ... بلسم يشفي الجراح
- تعزيز الوحدة الوطنية
- خصخصة على الطريقة الحكومية
- هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟
- «الشعبي» والإسلامي والوزير العليم
- هل تستطيع الحكومة محاربتهم؟
- لماذا هذه الاتهامات؟
- الخميس الأسود ... دروس وعبر
- شركات وهميّة وتجار إقامات
- نعم يجب إيقاف هذا العبث
- برنامج عمل الحكومة
- حل جذري لمشكلة البدون
- الأزمة السكنية ومشروعا هدية والظهر
- أرقام ولا في الأحلام
- الحملة الوطنية للتبرع بالدم... «قلوب طيبة»
- لجنة الظواهر السلبية... أمنية تحققت
- مازال للأمل بقية!
- ذوو الاحتياجات الخاصة يا وزير الشؤون
- التعاون والعمل بروح الفريق الواحد
- إياك واليأس من حكومتك
- رسالة شعبية نحو حكومة قوية
- رحمك الله يا بطل التحرير
- من أجل الوطن... اختيارنا للأفضل
- قافلة التكتل الشعبي
-
▼
November
(35)
No comments:
Post a Comment