بعد تشكيل الحكومة الجديدة والتي اعتبرها بعض النواب حكومة مشروع أزمة، ووصفها البعض الآخر بأنها حكومة محاصصة، وهدد البعض بالانسحاب من الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة احتجاجاً على الكثير من الأسماء التي ليس لها قبول في الشارع الكويتي، فالإسلاميون يطمحون إلى تشكيل أكبر وأكثر التزاماً من الحالي ولن يتركوا لهذه الحكومة أن تتنفس حتى تكون قادرة على التنفيذ والعمل، والكتل الأخرى لن تتعاون مع الحكومة لوجود بعض وزراء التأزيم السابقين على حد قولهم، وهذا سيجرنا إلى أيام عصيبة ستعيشها الحكومة مع مجلس الأمة.
هذه الحكومة وإن بدت غير مقنعة إلا أنها جاءت حسب رؤية رئيس الوزراء الذي عكس توجه الشارع الكويتي عندما اختار ناخبية. ولكن النقطة التي يختلف الكثيرون معه فيها أنها لم تأتِ بوجوه مقبولة نوعاً ما، ولكن يبقى هذا الاختيار، ونحن نحترم هذا الاختيار مهما كانت الأسماء وحتى لو كان هناك تحفظ من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة.
فما نريده يتعدى مسألة الاختيار الى مسألة تجاوز الاختبار، فالحكومة يجب عليها أن تكون مقنعة وقادرة على العمل وفق برنامج حكومي قوي قابل للتنفيذ يلامس الواقع بشكل كبير، فالقرار سيكون سيد الأعمال ومن قوته ستستمد الحكومة قوتها وسيجبر مجلس الأمة على التعاون معها، إن كانت مقنعة. نحن يجب أن نتجاوز الأسماء وننظر إلى الأفعال والانجاز، وهذا كله لن يتم سوى بعمل خطة تصدر بقانون ملزم للحكومة بالتنفيذ في وقت محدد، غير ذلك ستكون الأزمات مع الحكومة أكثر من السابق ولن يتضرر من هذا التعطيل والتأزيم سوى البلد والمواطن وستكون قوى الفساد هي الرابح الأكبر من هذه الأزمات المتكررة.
قد يكون البعض متشائماً من هذه التشكيلة وطريقتها، وعودة وزراء التأزيم ودخول وزراء أكثر تأزيماً، ولكن في هذا الوقت بالذات يجب أن نضع شعاراً لهذه المرحلة وهو «إياك واليأس من حكومتك» مع حفظ الحقوق لحملة النائب مرزوق الغانم «إياك واليأس من وطنك»، فالنائب أكثر المتفائلين، وكانت له كلمات معبرة عن الوحدة الوطنية والمجتمع الكويتي، ونحن لا بد لنا أن نكون أكثر حرصاً على وحدتنا الوطنية، والتفاؤل مطلوب في هذه المرحلة المهمة، والتعاون لا بد أن يكون بين المجلس والحكومة، ولا بد من التسامي على الجراح من أجل العبور من هذه الأزمات المتكررة، فلا يمكن أن نحكم على الحكومة قبل أن نشاهد عملها، فما نتمناه أن تُمنح بعض الوقت، وأن تهدأ الأمور ويتم التوافق لمصلحة هذا البلد.
***
> نبارك لمعالي وزير الكهرباء والماء المهندس محمد العليم، تجديد الثقة ونتمنى له التوفيق، فالرجل المناسب في المكان المناسب.
> أبارك لأستاذتنا الفاضلة الدكتورة موضي الحمود، وزيرة الإسكان والتنمية الادارية، ونتمنى لها التوفيق والنجاح، فهي من الكفاءات الوطنية التي تستحق التوزير.
2/6/2008
Saturday, November 15, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog Archive
-
▼
2008
(49)
-
▼
November
(35)
- خطوط حمراء ... ودعوة لسحب الاستجواب
- برنامج عمل وأمل للحكومة
- تنظيم الدواوين مشروع يستحق السقوط
- أين التخطيط يا بلد؟
- لابد أن يكون الفساد موقتاً
- انتخابات اللجان... وتكتيك الحكومة!
- الازدحام المروري... أين الحلول؟
- يوم المعلم وهمومه
- المصفاة الرابعة... حقائق وأرقام
- البلدية وإعلانات الشوارع
- الخرافي... حكيم المجلس
- كلمات صاحب السمو ... بلسم يشفي الجراح
- تعزيز الوحدة الوطنية
- خصخصة على الطريقة الحكومية
- هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟
- «الشعبي» والإسلامي والوزير العليم
- هل تستطيع الحكومة محاربتهم؟
- لماذا هذه الاتهامات؟
- الخميس الأسود ... دروس وعبر
- شركات وهميّة وتجار إقامات
- نعم يجب إيقاف هذا العبث
- برنامج عمل الحكومة
- حل جذري لمشكلة البدون
- الأزمة السكنية ومشروعا هدية والظهر
- أرقام ولا في الأحلام
- الحملة الوطنية للتبرع بالدم... «قلوب طيبة»
- لجنة الظواهر السلبية... أمنية تحققت
- مازال للأمل بقية!
- ذوو الاحتياجات الخاصة يا وزير الشؤون
- التعاون والعمل بروح الفريق الواحد
- إياك واليأس من حكومتك
- رسالة شعبية نحو حكومة قوية
- رحمك الله يا بطل التحرير
- من أجل الوطن... اختيارنا للأفضل
- قافلة التكتل الشعبي
-
▼
November
(35)
No comments:
Post a Comment