لم أستغرب مما نشر في إحدى الصحف عن إسكات مسلم البراك من قبل أحد الوزراء. إن صورة النائب مسلم البراك لن تتشوه أبداً مهما حاول البعض، فالشعب الكويتي يعرف جيداً من هو ضمير الأمة، الذي يؤكد في كل موقف كم هو كبير في احترامه للدستور والقسم والعهد الذي قطعه على نفسه، لأنه انبرى وصد بكل شجاعة محاولات البعض الانقلاب على الدستور، والذين وقعوا على وثيقة ما يُسمى دواوين أهل الكويت التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، كما يقال. ولذلك نحن نستغرب إذا كانت عشرة دواوين تمثل أهل الكويت، لأن هذا يُعد مصيبة، خصوصاً إذا كانت هذه الدواوين لا تتعدى حدود الدائري الثالث، فهل يملك أصحاب الديوانيات حق الوصاية على الشعب الكويتي؟
نحن أمام مرحلة يريد البعض لها أن تصبح حرجة، فرغم قبولنا على مضض التشكيلة الوزارية التي لم ترض الكثيرين، ورغم الضغط على الكثير من الآلام السياسية وتحمل الكثير من القرارات التخبطية غير الشعبية، ورغم محاولات التهدئة والتغاضي عن بعض القرارات التصادمية، ورغم الذهاب الى أبعد نقطة في الخيال، وهي التفاؤل في المرحلة المقبلة، إلا أن الامور في ما يبدو لم تجارِ الخيال وأسقطتنا في وحل الواقع المرير، ذلك الواقع الذي يريد منه البعض أن يكون تأزيمياً ولا شيء غيره. ولعل الخاسر الأكبر من هذا التأزيم المواطن البسيط والوطن المعطل، إلا أننا لا نضع اللوم على الحكومة في هذا التأزيم، وإن كانت أول من بدأ به عبر أحد وزرائها الذي وقع على تلك الوثيقة المزعومة.
مجلس الأمة شريك رئيسي في التأزيم، لأنه لم يستطع أن يبرهن للشعب الكويتي بأنه قادر على إصلاح الأوضاع والرقابة والتشريع السليم، فنحن لا نريد زيادة خمسين ديناراً التي اقترحها ووافق عليها المجلس، بل نتمنى أن يذهب المجلس بعيداً، وأن يوقف لهيب الأسعار ويحاسب المسؤول الأول عن هذه الزيادة غير المنطقية، فبدلاً من أن تتم معالجة مشكلة الأسعار يسعى مجلس الأمة إلى زيادة النار في الهشيم. فمن المفترض أن يسعى المجلس نحو معالجة الخلل بينه وبين الحكومة، وألا يدع أي مجال لبعض أعضائه بتحويل المجلس إلى سوق عكاظ، لأننا نريد أن نرى مجلساً قوياً يدافع عن الدستور ومواده، ويكشف كل من يحاول أن ينقلب عليه بأي صورة كانت، فنحن مازال لدينا أمل حتى لو كان أملاً كاذباً بأن الأمور ستسير نحو الأفضل، وقد يتحول هذا الأمل في الأيام المقبلة إلى حلم، ولكن هذا ما لا نتمناه!
15/6/2008
Saturday, November 15, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog Archive
-
▼
2008
(49)
-
▼
November
(35)
- خطوط حمراء ... ودعوة لسحب الاستجواب
- برنامج عمل وأمل للحكومة
- تنظيم الدواوين مشروع يستحق السقوط
- أين التخطيط يا بلد؟
- لابد أن يكون الفساد موقتاً
- انتخابات اللجان... وتكتيك الحكومة!
- الازدحام المروري... أين الحلول؟
- يوم المعلم وهمومه
- المصفاة الرابعة... حقائق وأرقام
- البلدية وإعلانات الشوارع
- الخرافي... حكيم المجلس
- كلمات صاحب السمو ... بلسم يشفي الجراح
- تعزيز الوحدة الوطنية
- خصخصة على الطريقة الحكومية
- هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟
- «الشعبي» والإسلامي والوزير العليم
- هل تستطيع الحكومة محاربتهم؟
- لماذا هذه الاتهامات؟
- الخميس الأسود ... دروس وعبر
- شركات وهميّة وتجار إقامات
- نعم يجب إيقاف هذا العبث
- برنامج عمل الحكومة
- حل جذري لمشكلة البدون
- الأزمة السكنية ومشروعا هدية والظهر
- أرقام ولا في الأحلام
- الحملة الوطنية للتبرع بالدم... «قلوب طيبة»
- لجنة الظواهر السلبية... أمنية تحققت
- مازال للأمل بقية!
- ذوو الاحتياجات الخاصة يا وزير الشؤون
- التعاون والعمل بروح الفريق الواحد
- إياك واليأس من حكومتك
- رسالة شعبية نحو حكومة قوية
- رحمك الله يا بطل التحرير
- من أجل الوطن... اختيارنا للأفضل
- قافلة التكتل الشعبي
-
▼
November
(35)
No comments:
Post a Comment