الانتقاد اللاذع من قبل بعض أعضاء الأمة لبرنامج عمل الحكومة، الذي عرضته وزيرة الإسكان والتنمية الإدارية الدكتورة موضي الحمود، هذا الانتقاد لم يأت من فراغ، فالآمال تحطمت على أرض الواقع، لأن الكثيرين راهنوا على تضمن هذا البرنامج لأغلب المشاكل الرئيسية وإيجاد حلول سريعة لها، ولكن جاء البرنامج مجرد كلام انشائي وحبر على ورق، وكانت مرتكزاته غير مرتبة بشكل صحيح، فما أثاره النائب أحمد المليفي يستحق الوقوف عليه وتصحيحه، فمن غير المعقول أن تكون التنمية البشرية، وصناعة الإنسان الكويتي، وتعزيز الوحدة الوطنية من آخر الاولويات، فلابد من تعديل هذا التوجه الحكومي، لأن الإنسان هو الاستثمار الحقيقي، وماتقدم الدول وازدهارها إلا باهتمامها بصناعة الإنسان وتنميته، وتوفير أفضل السبل من أجل نموه، فلا تنمية من دون نمو حقيقي، ولا مؤسسات كبرى، وتحول إلى مركز مالي وتجاري من دون وجود موارد بشرية مدربة، إلا إذا كانت الحكومة تسعى للاعتماد على الخبرات السائبة في شوارعها فهذا شيء آخر، رغم وجود أخطاء في برنامج الحكومة إلا أنه مهم من ناحية سياسية، فالدولة التي تسير بدون خطة لن تتطور، وسيكون حالها كما حالنا في الوقت الحاضر، فالخطة ضرورة حتمية ولكن ليست بهذه الطريقة التي تستخف العقول كما قال النائب مرزوق الغانم، الذي أبدى ملاحظات مهمة على برنامج عمل الحكومة، وخاصة في الجانب الرياضي المظلم، والجانب الصحي وخطة الأحلام ببناء مستشفيات عدة في فترة زمنية لا تتجاوز الأربعة أعوام.
بصراحة وبعيداً عن المجاملة نحن نتمنى أن يكون برنامج عمل الحكومة منطقياً، ويأتي بالأفعال التي نراها على أرض الواقع، ويبتعد عن الكلام الانشائي، فمن غير المنطقي أن تكون المشكلة الاسكانية تسير بسرعة السلحفاة بينما الحكومة تتحدث عن إنجازات ضخمة ستنفذ في مدة قصيرة، فالثقة أصبحت معدومة، ولا يمكن أن تعود سوى بمشاهدة الإنجاز أي إنجاز للحكومة على أرض الواقع، فعلى الرغم من أهمية خطوة الحكومة بتقديم برنامج عملها إلا أنه لم يكن في مستوى طموحنا، فهل يعقل أن تكون أولى المرتكزات في برنامج عمل الحكومة تتحدث عن تطوير الاقتصاد، وتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، ولا يأتي في البرنامج أي إشارة لحل مشلكة المرور التي ستكون عائقا للكثير من الشركات والأشخاص ومعطلا رئيسيا للتنمية في البلد، فنحن لا نملك سوى أن نقول معقبين على هذا البرنامج المميز... الشكوى لله ياحكومة.
نقطة نظام
يقول المثل الصيني «العقول الصغيرة تناقش الأشخاص، والعقول المتوسطة تناقش الأشياء، أما العقول الكبيرة فإنها تناقش في المبادئ». نتمنى أن يكون القصد من المثل قد فهم بشكل صحيح، فهو ينطبق بشكل كبير على السلطتين للأسف الشديد
Friday, November 21, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog Archive
-
▼
2008
(49)
-
▼
November
(35)
- خطوط حمراء ... ودعوة لسحب الاستجواب
- برنامج عمل وأمل للحكومة
- تنظيم الدواوين مشروع يستحق السقوط
- أين التخطيط يا بلد؟
- لابد أن يكون الفساد موقتاً
- انتخابات اللجان... وتكتيك الحكومة!
- الازدحام المروري... أين الحلول؟
- يوم المعلم وهمومه
- المصفاة الرابعة... حقائق وأرقام
- البلدية وإعلانات الشوارع
- الخرافي... حكيم المجلس
- كلمات صاحب السمو ... بلسم يشفي الجراح
- تعزيز الوحدة الوطنية
- خصخصة على الطريقة الحكومية
- هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟
- «الشعبي» والإسلامي والوزير العليم
- هل تستطيع الحكومة محاربتهم؟
- لماذا هذه الاتهامات؟
- الخميس الأسود ... دروس وعبر
- شركات وهميّة وتجار إقامات
- نعم يجب إيقاف هذا العبث
- برنامج عمل الحكومة
- حل جذري لمشكلة البدون
- الأزمة السكنية ومشروعا هدية والظهر
- أرقام ولا في الأحلام
- الحملة الوطنية للتبرع بالدم... «قلوب طيبة»
- لجنة الظواهر السلبية... أمنية تحققت
- مازال للأمل بقية!
- ذوو الاحتياجات الخاصة يا وزير الشؤون
- التعاون والعمل بروح الفريق الواحد
- إياك واليأس من حكومتك
- رسالة شعبية نحو حكومة قوية
- رحمك الله يا بطل التحرير
- من أجل الوطن... اختيارنا للأفضل
- قافلة التكتل الشعبي
-
▼
November
(35)
No comments:
Post a Comment