Search This Blog

Saturday, November 15, 2008

لابد أن يكون الفساد موقتاً

في حلقة من البرنامج المميز للزميل الإعلامي الرائع محمد الوشيحي، طرحت تساؤلات عدة من ضمنها: هل الكويت دولة موقتة؟ كان هذا التساؤل بمثابة صدمة للبعض بسبب تجاوزه حدود الحرية نوعاً ما، حسب وجهة نظرهم، خصوصاً عندما يُطرح في قناة «الراي» التي تتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة، فكانت ردود الأفعال كبيرة بين مؤيد ومعارض لمبدأ طرح هذا السؤال.
نعتقد أن الزملاء الأفاضل القائمين على البرنامج نجحوا في توصيل الفكرة الرئيسية، وحث المشاهدين على التفاعل مع الحلقة سواء بشكل إيجابي أو سلبي، فالهدف من البرنامج تسليط الضوء على مشكلة معينة، وإيجاد الحلول المناسبة لها بعد أن يتم التفاعل معها.
نعتقد أن البلد لن يكون موقتاً، ولكن هناك أشياء كثيرة ستكون موقتة، لأنها بنيت على أساسات مائلة، وأرض مبللة، ولعل أولها الفساد وأصحابه، والذي أصبح كالاخطبوط يمسك بالكثير من الخيوط، ويجعل البلد غير قادر على الحراك، فلا تنمية، ولا تطور، ولا دوران لعجلة الاقتصاد، ولا استفادة من الوفرة المادية، لأن أي تغيير نحو الأفضل لا يواكب البيئة التي يعيش فيها الفاسدون، سواء من بعض أصحاب النفوذ الاقتصادي، أو من بعض أصحاب القرار وكثيرين من أعضاء الأمة.
فالقضاء على الفساد لابد أن يكون بتعاون السلطتين، والالتفات إلى مصلحة البلد، وتفعيل القوانين، والبعد عن التأزيم، والمضي قدماً نحو حل المشاكل العالقة، ومحاولة تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، والقضاء على الفساد الاقتصادي والمالي، وتعديل الأوضاع المقلوبة في «سوق الكويت للأوراق المالية»، وحل مشاكل الصحة والتعليم، وتوفير مزيد من الجامعات الخاصة، بدلاً من تشتت الطلبة الكويتيين بين البحرين ومصر، والابتعاد عن التنفيع باستئجار المباني الحكومية، وإيجاد حلول جذرية لمشاكل بدأت تؤرق الجميع مثل مشكلة البدون، ومشكلة الاختلال الواضح في التركيبة السكانية، والقضاء على العمالة الهامشية وحل المشكلة الاسكانية، ولابد أن تكون الحكومة جادة في التصدي لهذه القضايا بمعاونة مجلس الأمة، فالوقت ليس للمجاملة وتمرير بعض القرارات من أجل إرضاء نائب أو كتلة برلمانية، أو شخصية اقتصادية، فلابد لهذا الفساد أن يكون موقتاً، ولابد أن نعمل جميعاً على أن نجعله يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى يختفي... نتمنى ذلك.
نقطة نظام
النائب الفاضل عبدالعزيز الشايجي حذر من تفاقم مشكلة سكن العمالة الوافدة وسط المناطق السكنية، واعتبرها هاجساً، ونحن نشد على يده ونطالب الحكومة ألا تقف موقف المتفرج، فلابد من بناء مساكن للعزاب، لكي لا تتكرر مشكلة الجليب وخيطان.

7/11/2008

No comments:

Blog Archive