انتهى العرس الديموقراطي الكويتي على خير، وانتهت مرحلة الاحتقان السياسي التي عاشها البعض، فقد أفرزت النتائج كثيراً من الوجوه الجديدة على مجلس الأمة وحظي بعض الأعضاء السابقين بتجديد للثقة بكل جدارة، بينما كان البعض الآخر التجديد له بمثابة إنذار شفهي بألا تغامر بخوضها مرة أخرى، فالنتائج تبين مدى امتعاض الشارع الكويتي من بعض الأعضاء الذين كانت مواقفهم سيئة وغير شعبية.
ثم إن توزيعة الدوائر الخمس شكلت عاملاً مساعداً في تغيير الكثير من الوجوه البرلمانية، فالأيام المقبلة سيكون هناك حراك سياسي كبير من قبل رئيس الوزراء القادم، بعد أن تتقدم الحكومة باستقالتها حسب ما تنص عليه بنود الدستور، فالدور المطلوب من الشعب الكويتي، اعتقد بوجهة نظري أنه أُنجز بالشكل المطلوب، وكان الاختيار أكثر واقعية وبين مدى احساس الناخبين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، فالدور الشعبي انتهى وبقي دور رئيس المجلس في اختيار حكومة قوية تنسجم من الرسالة الشعبية التي وصلت بكل حرص وخوف على مصلحة البلاد، فنحن اليوم لا بد أن نجتاز الصعاب ونختار السير على الطريق الصحيح، بعيداً عن التعطيل وافتعال الأزمات والتصدي للحكومة المقبلة من أجل زيادة الرصيد الشعبي، فالمسؤولية كبيرة والتحديات كثيرة، ولن نتجاوزها إلا بتكاتف قوي ومستمر بين الحكومة والمجلس، فنتمنى أن يكون تشكيل الحكومة الجديدة بطريقة مختلفة، وبعيداً عن المحاصصة السياسية وإرضاء بعض الأطراف على حساب الوطن، فنحن واثقون من أن المرحلة المقبلة وصعوبتها والاختيار الجيد من قبل الشعب الكويتي والذي أفرز مجلساً متزناً، سيوازيها اختيار يرضي طموح الشارع الكويتي، وأن رئيس الوزراء المقبل سيكون أكثر حرصاً على اختيار الوزراء الأكفاء والأقوياء، وسيكون حريصاً على وضع خطة زمنية تنفذ على أرض الواقع، فالكثيرون قد سئموا من هذا الجمود الذي اثقل كاهل البلد. نحن أمام فرص حقيقية لا بد أن نستغلها ونستثمرها بشكل إيجابي، فمتى ما توافرت حكومة قوية، وخطة واقعية قابلة للتنفيذ، وقوة في القرار، وصدق في العمل، ورقابة برلمانية تراعي مصلحة الكويت أولاً وأخيراً، وتشريع للقوانين بكل مهنية بعيداً عن المصالح الضيقة، عندها فقط سنحقق ما نصبو إليه وستحل مشاكلنا ونتقدم خطوات كبيرة في طريقة التنمية المستدامة، فهذه الانتخابات هي بمثابة رسالة شعبية لرئيس الحكومة، ونحن على ثقة بأن الرسالة قد وصلت وأن رئيس الوزراء القادم سيترجم هذه الرسالة بشكل صحيح، عندما يهم باختيار وزرائه القادمين، لأن المرحلة المقبلة لا تعرف سوى العمل الجاد والإنجاز والسباق مع الزمن، فنتمنى أن نرى حكومة تنفيذ القرار، وأن نرى خطة نحو الأهداف السياسية والتنموية والبشرية التي نريد تحقيقها في المرحلة المقبلة.
نقطة نظام: نبارك لجميع اعضاء مجلس الأمة الكويتي الجديد، والذين وضع الشعب الكويتي ثقتة فيهم، ونتمنى لهم العمل بجد وإخلاص من أجل هذا البلد، فالمرحلة المقبلة تعتبر الأهم، والتكاتف يجب أن يكون من أجل مصلحة الوطن والمواطن.
21/5/2008
Saturday, November 15, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog Archive
-
▼
2008
(49)
-
▼
November
(35)
- خطوط حمراء ... ودعوة لسحب الاستجواب
- برنامج عمل وأمل للحكومة
- تنظيم الدواوين مشروع يستحق السقوط
- أين التخطيط يا بلد؟
- لابد أن يكون الفساد موقتاً
- انتخابات اللجان... وتكتيك الحكومة!
- الازدحام المروري... أين الحلول؟
- يوم المعلم وهمومه
- المصفاة الرابعة... حقائق وأرقام
- البلدية وإعلانات الشوارع
- الخرافي... حكيم المجلس
- كلمات صاحب السمو ... بلسم يشفي الجراح
- تعزيز الوحدة الوطنية
- خصخصة على الطريقة الحكومية
- هل فقد «الشعبي» مصداقيته؟
- «الشعبي» والإسلامي والوزير العليم
- هل تستطيع الحكومة محاربتهم؟
- لماذا هذه الاتهامات؟
- الخميس الأسود ... دروس وعبر
- شركات وهميّة وتجار إقامات
- نعم يجب إيقاف هذا العبث
- برنامج عمل الحكومة
- حل جذري لمشكلة البدون
- الأزمة السكنية ومشروعا هدية والظهر
- أرقام ولا في الأحلام
- الحملة الوطنية للتبرع بالدم... «قلوب طيبة»
- لجنة الظواهر السلبية... أمنية تحققت
- مازال للأمل بقية!
- ذوو الاحتياجات الخاصة يا وزير الشؤون
- التعاون والعمل بروح الفريق الواحد
- إياك واليأس من حكومتك
- رسالة شعبية نحو حكومة قوية
- رحمك الله يا بطل التحرير
- من أجل الوطن... اختيارنا للأفضل
- قافلة التكتل الشعبي
-
▼
November
(35)
No comments:
Post a Comment