Search This Blog

Friday, April 4, 2008

مراقبة المدونات الإلكترونية

في تصريح غريب أدلى به وزير المواصلات والأوقاف عبدالله المحيلبي، يوضح كيف أن حكومتنا فيها عقول لا تعرف من التكنولوجيا إلا اسمها، فما يناقض العقل والواقع أن تتم مراقبة الإنترنت، والمدونات الشخصية تحديداً، فالكثيرون من المهتمين بالسياسة والرياضة والفنون والأدب يمتلكون مدونات على شبكة الإنترنت. وفي إحصائيات سابقة لعدد المدونين في الشرق الأوسط كانت دولة الكويت في مراكز متقدمة، فمن لا يعرف ما هي المدونات، وقد يكون من المسؤولين للأسف، نبين له أنها عبارة عن صفحة إلكترونية ديناميكية، أي متحركة متغيرة، تسمح لك بنشر أرائك وافكارك ومذكراتك على صفحات الإنترنت بشكل مرتب من الأقدم إلى الأحدث، ويمكن إضافة مقطع فيديو أوصورة أو نص مكتوب.
المدونات الشخصية تمثل نافذة لإبداء الرأي ووجهة النظر ونشر رسومات وإبداعات وهوايات المدون، وتخزين المقالات الصور والمقاطع والذكريات كلها، فمن يريد أن يراقبها لا شك أنه سيستطيع إيقاف الكثير منها. ولكن ستكون المفاجأة بأن المدونين سيفتحون آلاف المدونات لو أرادوا وذلك بخطوات بسيطة عدة، لأن الخطوات سهلة جداً، وحجز المدونات بالمجان ولا يكلف سوى عمل دقائق قليلة لا تتجاوز العشر.
نحن في بلد ديموقراطي وبلد حريات فنتمنى ألا تقدم وزارة المواصلات على هذه الخطوة الخاسرة، والتي ستجعلنا جميعاً ننشئ الكثير من المدونات نكاية فيمن يريد أن يقتل حرية الرأي، ونتمنى ألا تتشارك بعض وزارات الدولة في تنفيذ هذه الخطة التي ستبوء بالفشل، ونتمنى أن ينظر إلى هذه المدونات والشباب القائمين عليها بعين أخرى بعيدة عن التشكيك في وطنيتهم ورقابتهم على أنفسهم. فهناك مدونات كويتية تعتبر مفخرة للبلد وتطرح مواضيع وطنية بعيدة عن التفرقة ولا يهمها سوى مصلحة البلد، وهناك مدونات تهتم بالتراث والثقافة، وهناك مدونات تهتم بالشريعة الإسلامية. وبالتأكيد يوجد من يهتم بالسياسة، ولا يمكن أن نتهم الجميع بسبب شخص أو اثنين لم يتعاملوا مع حرية الراي والديموقراطية بشكل جيد.
نحن نتمنى أن يلتفت المسؤولون إلى تطوير الخدمات في وزاراتهم، وأن تكون التصريحات مقنعة ومحاربة للفساد الإداري الذي شل غالبية وزارات الدولة، وأصبح المسؤولون عليها كالعجوز التي لا تقوى على الحراك ولا تعرف أبجديات التطور والتكنولوجيا، بسبب روتين قاتل يعتمد على عقول فاتها قطار التطور وبدت تذبل بأطرافها كلها، وركنت الوسائل والتقنيات الحديثة جانباً، لأنها مازالت تعتمد على الورقة والقلم ولا تريد التغيير، لأنها لا تحسن التعامل إلا بهما، فرغم الذبول الذي يبدي شيئاً من الضعف إلا أنها قوية وشديدة لكل من أراد أن يطبق سنة الحياة عليها، فالمنصب لدى البعض أهم من الدولة وتطورها وتقدمها، والوسيلة الأكثر نفعاً للمحافظة على المنصب تكمن في محاربة الشباب وقتل مواهبة وإبداعاته وعدم إعطائه فرصة، وهذا ما جعلنا في حالة يُرثى لها، لأننا دولة مازالت تعتمد على جيل الستينات، الذي لا يعرف سوى الورقة والقلم والاعتماد على المستشارين، وتعمد تجميد أبناء البلد، فلا عزاء للتطور ولا عزاء للتنمية.

No comments: